هناك تشابه بين القسوة تجاه الحيوانات والعنف تجاه البشر.فكلا الضحايا هم مخلوقات حية تشعر بالالم والحزن وتعيش المحنة والمعاناة وقد يموتون بسبب الجراحات والاذى.

لم يكن يعتبر العنف تجاه الحيوان سابقاً مرتبطاً مع العنف تجاه الاطفال وكبار السن والعنف الاسري بأنواعه .لكن الان وجدت العلاقة بينهما بعد الكثير من الابحاث والاحصائيات التي أثبتت أن من يعتدي على الحيوان من النادر أن يتوقف .فالقتلة والمجرمين والمعتدين على زوجاتهم وأسرهم ،قد مارسوا تعذيب الحيوانات في فترات من ماضيهم.

ومن الثابت لدى علماء الجرائم أن المشاركة بالقسوة على الحيوان أو مشاهدته المتكررة تفقد الاحساس لدى من يقوم بالفعل ومن يشاهده وتقسو قلوبهم تجاه البشر وتصبح رؤية معاناة وتعذيب المخلوقات المستضعفة متعة لدى هؤلاء، ولن يتوقع منهم أن يكونوا رحماء أو كرماء تجاه ابناء جنسهم.

فالقسوة والاعتداء على الحيوان تعني عدم احترام حق الحياة ، فاذا شهد ذلك الاطفال فسيشكل ذلك خطراً عليهم لامكانية أن تقسوا قلوبهم ويصبحوا معتدين على الاخرين.

 

الاعتداء على الحيوان كمؤشر على السلوك المستقبلي

لماذا الاعتداء؟

قد يعتدي الكبار أو الصغار على الحيوان لعدة اسباب،منها حب الاستطلاع ،أو الاكتشاف،أو تحت ضغط الاصحاب والاصدقاء، أو لغرض التسلية والتخلص من الملل أو الاكتئاب ،أو كوسيلة لتعذيب الاخرين وتخويفهم والاعتداء عليهم،أو للتدرب على العنف في المستقبل.

وقد يمارس البالغون العنف والقسوة تجاه الحيوان لاظهار قسوتهم من خلال الحيوان كتدريب الكلب مثلا على العدوانية بتعذيبه ولكي يصبح كلباً شرساً.أو كي يصعد المعتدي من جرأته على الاعتداء باستخدام الحيوان كضحية أو كهدف في تمارينه .أو كي يشبع المعتدي رغباته السادية المنحرفة فيستمتع بمعاناة الحيوان الضحية.

خطورة القسوة على الحيوان :

ففي الواقع تزداد قسوة وخطورة المجرمين خمسة أضعاف اذا كانوا قد مارسوا تعذيب الحيوانات في صغرهم أو شبابهم .كما أن اكثر المجرمين قسوة هم من مارسوا اقسى وابشع الاعتداءات على الحيوانات.

فافعال القسوة وتعذيب الحيوان ليست علامة على عيوب بسيطة في الشخصية،إنما هي اعراض لاضطرابات عقلية عميقة. و مؤشر على مرض نفسي خطير يعتبرالبشر والحيوانات كضحايا.

فالاعتداءات والعنف تتولد بشكل تدريجي ومتصاعد، فمن ينوي الاعتداء سيبدأ بضحية يمكنه السيطرة عليها ثم يصعد بعد ذلك. ومن لا يحس بالسيطرة والتحكم والقوة الا بإحداث الالم لدى غيره أو بقتله،فسيستمر برغبته بالحصول على السيطرة والقوة بممارسة المزيد من الافعال الشنيعة والرهيبة والمرضية.

لذلك يجب أن ينظر للاعتداء والعنف كفعل خطير دون الالتفات لكون الضحية انسان أم حيوان.

القتلة المتسلسلين والاعتداء على الحيوان

وفي الحقيقة تعتبرالقسوة على الحيوان كعلامة حمراء تدل على ان صاحبه قد يكون قاتلاً متسلسلاً أو مغتصباً بناءاً على بحوث واحصائيات كثيرة .تدل على أن الغالبية العظمى من مرتكبي جرائم القتل والقتلة المتسلسلين لديهم خلفية في القسوة على الحيوانات وقتلهم وتعذيبهم.

الرماة العشوائيين والاعتداء على الحيوان

هذه الجرائم التي حصلت في المدارس كانت تبدأ معظمها بقسوة على الحيوانات فهؤلاء القتلة كانوا قد مارسوا جرائمهم على الحيوانات قبل أن ينتقل عنفهم وشراستهم لمعلميهم وزملائهم ووالديهم.

الاعتداء على الحيوانات كمؤشر على ممارسة العنف الاسري والاهمال:   

يبدأ العنف تجاه الاسرة عادة بتعذيب حيوان العائلة الاليف .فاذا حصل ذلك في أي بيت فهو علامة تحذيرية أن العائلة قد لا تكون بخير.لان المعتدون يستهدفون الضعفاء وعديمي الحيلة ، فالحيوان الاليف أولاً ثم الزوجة أوالاولاد أوكبار السن .

ومن الملاحظ أن الوالدين الذين يؤذون الحيوان في المنزل غالباً ما يؤذون أويهملون أولادهم.

كيف يستخدم المعتدي العنف تجاه الحيوان :

الفرد المعتدي في العائلة غالباً ما يهدد بايذاء أو قتل الحيوان الاليف لغرض السيطرة على باقي الافراد وعادةً يستهدف فرداً معيناً هو أكثر من يحب ويهتم بالحيوان .فالاعتداء على الحيوان يكون لغرض التهديد والتخويف أو التحرش أو لاسكات شخص ضعيف غير محمي.فيوصل له رسالة مفادها:أنظر ما الذي يمكنني فعله لحيوانك وتخيل ما الذي يمكنني فعله بك.وقد يستخدم المعتدي تعذيب الحيوان أو قتله أمام صاحبه  لغرض الانتقام منه.

وفي حالة الاعتداء على الحيوان الذي يصاحب الشخص المسن ، فالشخص الكبير في السن يكون غالباً متعلقا جدا بحيوانه ويتأذى كثيراً بإيذائه أو إهماله أو تجويعه، لذلك يستخدم المعتدي هذه الجريمة لتهديد وابتزاز المسن مادياً للحصول منه على مكتسبات مادية.أو للسيطرة على المسن والتحكم به وإسكاته عن الشكوى للاخرين من الاساءة والعنف ، أو للانتقام منه بسبب انزعاج العائلة من تحمل مسؤلية الاعتناء به.

أما في حالة الاعتداء على الاطفال وايذائهم فالمعتدي يعذب الحيوان غالباً لغرض فرض سيطرته على الطفل وغيره من الافراد الضعفاء في العائلة كأصحاب الاعاقة مثلاً.وقديجبر المعتدي الطفل على تعذيب أو قتل حيوانه الاليف. أو يستخدم تعذيب الحيوان كوسيلة لتهديد وتخويف الطفل لإسكاته بخصوص تعرضه للاعتداء .

الخلاصة:

علينا أن نحذر من كل أشكال الاساءة والاعتداء تجاه أي كائن حي ،فهو عمل غير مقبول ويهدد الجميع بالخطر .فالاساءة والاعتداء على الحيوانات هو نوع من القسوة والشراسة ومؤشر على سلوك مريض عدواني ومعادي للمجتمع ومن الضروري الحذر منه ومنعه لتجنب انتشار العنف في المجتمع.

 

المصدر: https://www.animallaw.info/article/link-cruelty-animals-and-violence-towards-people