نظرية العنف الزوجي بشكل دورة اثبتت من قبل لينور ووكرك نتيجة لدراسة اجريت في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1979. إذ تفسرالتغيرات في السلوك العنيف للزوج المعتدي تجاه زوجته واسرته بشكل كبير بمرور الوقت.

كما قدمت هذه النظرية شرحا لاسباب تعرض ضحايا العنف الزوجي والاسري للاعتداءات بشكل مستمر اذ أن هذا النمط من العلاقة يختلف عن حوادث العنف المتفرقة التي لا تتبع نمطا محدداً.  

في هذا النوع من العلاقة المسيئة فان تصرفات الزوج المعتدي تمر بدورة محكمة عند مراقبتها، هذه الدورة تتكرر باستمرار بنفس النمط وبنفس المراحل  مئات المرات خلال الحياة مع الزوج المعتدي وكل مرحلة تستغرق مدة من الزمن، اما الدورة كلها فقد تستغرق بضع ساعات او ربما عدة اشهرأو سنة  لتكتمل ثم تبدأ من جديد.

ومن المهم ان نتذكر ان هذا النمط من العلاقة لا ينطبق على كل انواع العنف الزوجي والاسري، كما قد تختفي مرحلة من مراحل الدورة في بعض الاحيان. فقد تختفي مرحلة الهدوء او شهر العسل.

وفي كل الاحوال فالنظرية تطرح تفسيرا لهذه المشكلة وتوضحها وتشرح مراحلها ليسهل فهم سلوك الزوج المعتدي ليمكن التنبؤ بالاعتداء على الضحية قبل وقوعه.ولكن الحل يبقى بيد اطراف هذه العلاقة.

مراحل دورة العنف الزوجي

 

  • مرحلة تراكم التوتر

 

يمرالمعتدي بحالة غضب وتوتر متزايد تجاه الضحية بشكل تصاعدي في هذه المرحلة وهنا تعيش الضحية في حالة رعب وخوف شديدين، فالسلوك الشرس للمعتدي يتزايد والتوتر يتصاعد بحيث يصبح الانفجار متوقعاً في اي لحظة. وهي مرحلة يمارس الزوج المعتدي فيها شتى انواع  العنف النفسي واللفظي  تجاه زوجته واسرته.وقد تستغرق هذه المرحلة  مدةً طويلة تستنزف صبر الضحية وقدرتها على التحمل.

في هذه المرحلة تتسم تصرفات المعتدي:

  • يكون غاضباً وحساساً ويبحث عن زلات الضحية باستمرار.
  • يمتنع عن اظهار اي عاطفة  تجاهها.
  • يقوم باساءات لفظية كالتحقير والتهديد والصراخ والاتهامات بالخيانة.
  • يقوم بتصرفات جنونية ويحطم ممتلكاتها واغراضها.
  • يعزلها عن الاخرين ويحاول يحاول محاصرتها للدخول في جدال معه.

اما الضحية فغالباً ما تقوم بـ:

  • تحاول تهدئة المعتدي  وتعقيله لتخفيف التوتر.
  • تحاول ارضاء المعتدي  بالطعام او باشياء يحبها.
  • تتجنبه وتنسحب قدر الامكان وقد تشتكي منه.
  • تحس الضحية بانها تمشي على البيض واي تصرف منها يسبب تدهوراً أكبر للوضع.

لكن الوضع يزداد سوءاً، شدة التوتر تصبح غير محتملة، فينقطع الاتصال بينهما، ويصبح الانفجار متوقعا في اي لحظة.

 

  • مرحلة الانفجار الكبير أو وقوع الاعتداء

 

هذه المرحلة تحدث فيها قمة القسوة والشراسة في الاعتداء الذي يمارسه الزوج المعتدي للسيطرة على الضحية والتحكم بها. فهو يفك التوتر عن نفسه بالانفجار، مما قد يسبب له الادمان على فك التوتر بالاعتداء. و يصبح التخلص من الغضب صعبا عليه بغير ذلك.

في هذه المرحلة يفك المعتدي التوتر عن نفسه بهذه التصرفات:

يشتم ويهين الضحية، يصفع، يرفس، يبصق، يقرص، قد يخنقها ويضربها، او يشد شعرها. يمنعها من الهرب او الاستغاثة باحد او يحبسها. يتحرش بالاطفال او يضربهم لينتقم منها. قد يرمي عليها اشياء او يستخدم سلاحا ضدها.

اما بالنسبة للضحية فهي :

  • تحاول تهدئته
  • تحاول ان تحمي نفسها
  • قد تتصل باحد لينقذها
  • تهرب منه
  • ربما تحاول مواجهة عنفه بالدفاع عن النفس

وبصورة عامة تتسلسل الاحداث  كالتالي :

  • المعتدي يفقد السيطرة ولا يمكن التكهن بتصرفاته.
  • تحس الضحية بالضعف والوقوع في المصيدة.
  • تزداد شراسة المعتدي.
  • يحدث الاعتداء على الضحية.
  • تصاب الضحية بالصدمة النفسية وقد تصاب بكسور او رضوض.
  • قد تنقل الضحية للمستشفى وقد يستدعى الشرطة.
  • تزداد شدة الاعتداء بتكرار مراته وبمرور الوقت، وقد يصل لمراحل احداث عاهة لدى الضحية او قتلها.   

 

  • مرحلة الندم او شهر العسل

 

في هذه المرحلة يحس الزوج المعتدي بالخجل من اعتدائه، فيتراجع ويحاول ان ييبرر اعتداءه لنفسه وللاخرين، ويتناسى ادمانه على هذا السلوك العنيف و يعد الضحية بعدم تكرار الاعتداء وقد يبرر اعتداءاته السابقة باسباب العمل او التوتر او المخدرات او الخمر، وقد يتغير سلوك المعتدي بشكل واضح لفترة قصيرة وتصبح علاقتهما طبيعية وخالية من الاساءات. لكن غالباً ما تختفي هذه المرحلة بتكرار الدورة مع الزمن فينتقل المعتدي من مرحلة الاعتداء الى مرحلة تراكم الغضب ثم الاعتداء وهكذا.

ويتمييز سلوك المعتدي في هذه المرحلة بهذه التصرفات:

  • يعتذر للضحية ويعد بعدم تكرار الاساءة.
  • يحاول تبرير سلوكه العنيف بحجج مختلفة.
  • اتهام الضحية بانها السبب في سلوكه وعدوانيته.
  • التقليل من اثر الاعتداء على الضحية وربما انكار الاعتداء.
  • يتصرف وكأن الاعتداء لم يحدث.  
  • اظهار الحب والرغبة تجاه الضحية.
  • يمنح الضحية هدايا او يخرج معها للتسوق او دعوة اهلها.
  • يعد باصلاح سلوكه فقد يعد بالالتزام بالدين او مراجعة طبيب نفسي لعلاج حالته.
  • يساعد في اعمال المنزل.
  • قد يتوسل ويبكي وقد يهدد بقتل نفسه ان تركته الضحية او لم تسامحه.

اما بالنسبة لموقف الضحية فيكون:

  • تكون الضحية غالباً في حالة صدمة تجعلها ضعيفة فتقبل اعتذاره.
  • اضطراب مشاعر الضحية لكنها تسامحه لتوسله و اظهاره للندم.
  • تقتنع بكلامه وتأمل ان لا يعود الى الاعتداء عليها.
  • تتنازل عن مقاضاته او رفع شكوى عليه وحتى تتناسى الاعتداء عليها.
  • توافق على البقاء معه.
  • تغمرها الراحة والامل والسعادة.
  • يتصرف الطرفان بحب تجاه بعضهم وكأن الاعتداء لم يحدث.

هذه المرحلة تضعف بمرور الوقت وتختصر خصوصاً اذا أدمن المعتدي على سلوكه،وعندما يطمئن الى ان الضحية لن تتركه او تقاضيه او تفضح تصرفاته أو تنتقم منه فتنتفي الحاجة لتبرير اساءته اواظهار الندم     

المصادر

http://www.hruth.org/files/library/CycleofViolence.pdf

http://www.bdvs.org.au/resource_files/bdvas/IR_5_Cycle-of-violence-factsheet.pdf

http://www.dvhelppenrithregion.nsw.gov.au/index.php?option=com_content&view=article&id=4&Itemid=107

http://www.sjsu.edu/spartansforsafety/healthyrelationships/overview/cycleofviolence/    

http://greenhaven4help.com/?page_id=109